«لقد تناولت في هذا الكتاب القصيدة العربية بالمغرب انطلاقا من الثمانينيات حتى أوائل التسعينيات، وذلك بالنسبة لجميع الأجيال، ولم ألتفت إلى ما كتب قبل هذه الفترة إلا قليلا، وأخص جيلي؛ الستينيات والسبعينيات. فالحدود الزمنية للمتن كانت واضحة، وهذا ما جعل المهمة التحليلية أكثر صعوبة، فمن اليسر أن نقارن بين قصيدة كتبها شاعر في الستينيات أو السبعينيات، وبين قصيدة كتبها شاعر آخر في الثمانينيات، أو غيرها من الفترات، لأن الفارق الزمني يساهم في إبراز مناحي التشاكل والتمايز. ولكن؟ أن نحاول المقارنة بين قصيدتين لشاعرين مختلفين من حيث النشأة، كتبتا في فترات متقاربة، فثمة تكمن منزلقات جمة، لأن المستويات الفنية والدلالية، وغيرها... عادة ما تظهر وكأنها متشابهة، ومن ثم تقتضي المعالجة نوعا من التعمق في التحليل حتى يتم إبراز ما أخفاه التقارب الزمني.
ولقد اعتمدت في المتن عل الشر المكتوب بالعبية الفصحى، بمعنى أنني أبعدت كل ما كتب بالدارجة، أو الذي كتب أصلا بلغة أجنبية من قبل بعض الشعراء المغاربة الذين يكتبون بلغات أخرى.. فإن المرجعيات التي اعتمدتها في انتقاء واختيار متن هذه الدراسة، تمثلت في الدواوين الشعرية التي طبعت منذ بداية الثمانينات، وكذا الملاحق الأدبية للصحف الوطنية، وبعض المجلات، ثم انني ركزت على قصيدة التفعيلة، وإن كنت قد أجزت لنفسي إثبات نصوص اهتمت بالإيقاع الداخلي عبر تشكيل نثري أهملت فيه ضوابط الايقاع الخارجي، لأن ارتباطها بالرؤية المعاصرة للذات والعالم منحها نوعا من الاحتماء».
ليست هناك تعليقات